العمر /نص نثري للشاعرة المبدعة نيڤيان اسكندر

نص نثري " العمر"

كان يمشي بخطى عجولة، كأنما يركضُ لموعد ما  ! يتهرب مني يتعمد أن يتجاهلني لا يهتم بتساؤلاتي ، وكلما ابتعد وازدادت المسافات بيننا تزداد حيرتي لماذا لا ينتظر قليلاً لماذا نحو السراب يجذبني  ؟!
وكلما سألته لا يجيبني ؟! 

لحقتُ به، أمسكته من كتفه .. التفتَ إلي فتوسلته : أيها العمر .. تأنى قليلاً  لنتفاهم ماذا بك ؟! 
لماذا  تركض بجنون هكذا ؟!  فمنذ أن عرفتك  تعبت من الركض وراءك  تتغافل عن الكثير من الأشياء التي تستحق التوقف عندها ؟! وتستمر في الركض
وجوه تظهر  فجأة وأشخاص تختفي فجأة فلا تهتم وتكمل مسيرتك ...

لماذا لا نمكث هنا بمحطات بها مقاعد آمنة لنرتب حقائبنا و نضع بها امتعتنا ومخزون سنواتنا وبعض الصور لاحباء  لهم مكانة بقلوبنا  تقاسمنا معهم أفراحنا ، ورحلوا دون إنذار ... لم يعد بيننا لقاء وكل ما بقيَّ منهم صورة أوتذكار ..

لماذا مزقتني سيوف الوقت والتهمت الأماني ؟!
لماذا جعلتني أركض خلفك وأنا اجهل النهاية
 لما لا تمهلني بعض الوقت لأوثق ذكرياتي 
وأتامل أيامي ...

 أرسم همساتي على وريقات الشجر 
والون  جدران غرفتي بالوان الربيع وأدون يومياتي بصفحات تزينها الفراشات والوردات  وقلوب ليست ضبابية ، الوانها زاهيه تبهج الروح  ولا تستقر بها القروح .

لم يسمعني واصر أن يكمل الماراثون وكأن نقطة النهاية تقترب وكلما اجتهد وأسرع فوزه اقترب ،  تعالت نبضات قلبي واختنق صوتي ، و باتت معالم وجهي تذبل  كوردة جفت وريقاتها وبدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى ، أوشكت أن تنقبض أنفاسي ويداهمني الغروب
الكون يظلم  حولي ...
ظللت اصرخ وتعالى صوت صراخي  ولكنه أبى كل توسلاتي !
أدركت حينها انني مهما صرخت واستنكرت لن يفيد بشيء  فهو لا يسمعني وإن سمع وتعاطف مع صرخاتي فلن تتوقف عجلاته ولن يغير مساره .

#نيڤيان_اسكندر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يافؤادي /الشاعر المبدع سالم ذنون شهاب.. العراق

يقول المرء فائدتي ومالي /الشاعر العراقي المبدع سالم ذنون شهاب

سجن موحش /الشاعرة المبدعه آمنه بنت وهب