ولادة الأموات /بقلم الأديب العراقي المبدع محمد العبودي

ولادة الأموات،،،
المشهد الأول،،،
في إحدى المستشفيات 
المكتضة بالمرضى الذين يتصارخون توجعًا حينًا
واهمالًا حينًا آخر، لقلة الإمكانيات والسعة المحدودة للردهات 
القديمة المتهالكة ،فهي متهالكة منذ عقود سوى اصباغها 
البراجة لتغطى فيها العيوب،
تحتاج إلى كارت اشبه بجواز  لينقذ حياتك او أقلها ليأتي شخص يرى معاناتك،
لا ادري ربما هكذا هو الواقع الصحيح وافكاري هي الخاطئة فأنا افكر بمستشفى كبير نظيف يسوده البياض اجد بسمة مشرقة مع الجواب لا اسمع زجرًا فيه أو نهرا….. 
ربما بالغت في تفكيري ولعله يتصاعد ليطالب بصالة عمليات او مختبرات او هكذا امور عليّ  ان لا افكر بها لأنها ليست من صلاحيتي….. 
المشهد الثاني،،،،
كان السرير الذي قاده احد الشباب للولادة ملطخًا بدماء
سابقة بل يكاد يكون احمرًا فشمأزت نفسي وتعاليت لأطلب 
أن تستلقي المريضة على الأرض بدلًا من السرير فلم اجد لطلبي غير الصراخ والزجر والتهديد تريد أو لاتريد اجب وإلّا 
تموت كسابقاتها….! 
تمالكني الخوف والذعر… كيف لا اقبل… ؟ستموت حينها… !
او تترك للمجهول….! 
ياللمصيبة ماالحل… ؟
رغم كل المحاولات إلّا  أنّي قبلت بذلك السرير المدمى…. 
كان صوت يهزني اترك المريضة اذهب واحضر بعض الاسعافات… .!
اسعافات…… ؟
نعم عليك ن تأتي بلوازم العملية… .!
كيف ذلك ..؟
اتمزح معي… ؟
اذهب وإلّا اترككم ولن اعود… .
طيب اين اجدها… ؟
ستجدها في صيدلية خارج السور… .

المشهد الثالث،،،
صالة العمليات كانت اشبه بساحة حرب 
جرحى ودماء صياح وبكاء
وكأنّ الأمر حلم او كابوس يلاحقني فيه القاتل ليقتلني 
فأهرب دون جدوى….. 
ارفع معي بقوة ثم اتركنا واخرج 
لنرى عملنا وهي مقيدة يدي بيدها وتنظر لي بعين الخوف والفزع وكأنها مرعوبة… 
لا استطيع تركها اتركوني قربكم فانا لن احدث ضجةً ما… 
اخرج وإلّا نادينا رجال الأمن…… 
وانا على بعض متر خرج مهرولًا احدهم اذهب مسرعًا لتجلب خيط العملية ثم عليك ان تحضر كيسًا دمًا وبعض زجاجات المغذي وكذا… 
بين الخوف والصدمة والخوف تحسبًا من عدم حصولي على هذه الأشياء فلا اعرف كيف ينتهي بها الحال ،،،،؟
ركضت مسرعًا لبوابة الصيدلية التي تلاصق بابا المستشفى..! 
طلبت ما اخبروني به إلّا أن بعضً منها غير موجود….! 
ياللمصيبة وما العمل اخي،،،،؟
لا اعراف فهذا ما لدينا خذه علّه يفدك…. ؟
المشهد الرابع ،،،،
عدت كما لو أني اسابق الريح فلن انتبه لما حولي
طرقت الباب بقوة خذوا ما طلبتم ولكن ثمة اشياء لم اجدها
فلم يجبني احد ،،،
ماذا حصل ،،،؟
طرقت مرة اخرى بقوة اكثر لكن دون جوابٍ 
وكأن لا احد في الداخل سوى همس مريب…. 
تمر من قربي الجنائز وكأنها ولادات كثيرة ترافقها الصرخات 
والخيبات والحسرات واطفال تحملها ايادي مرتعشة تقودها لمقابر الخلود…. 
المشهد الخامس،،،،
فتحت الباب وإذا بسرير يحمل كفنًا ابيضًا ملطخًا بالدمِ
خذ هذه جنازتك… .؟!
لم اتفوه بكلمة بل تسمرت دون حراك وعيناي تكادان أن تخرجا من رأسي… .
تمتمت بحروف مرتعشات اصدق او لن اصدق ما هذا بحق الله وقبل ان انهي السؤال جاءني الجواب… 
هذه جنازتك خذها لقد فارقت الحياة… .
كيف ذلك لديها ولادة ارادت ان تلد اليوم حياة جديدة 
ماذا تقولون بلغ بي الامر ان اصرخ بهم بما لديش من قوة ٍ
اخبروني بما حصل ألم تطلبوا مني لوازم للعملية.. ؟ الم تنجزوا العملية ؟
مالذي حدث اخبروني… ؟
ببرود اعصاب اجابني احدهم وكأنه لم يكترث لأمري 
لقد توفت لعدم اخذ الجرعة الصحيحة للتخدير ،!
ماذا تقول ايها المجرم ..؟

المشهد السادس ،،،،
وفد من المستشفى يقدم اعتذاره عن الخطأ الغير مقصود.! 
المشهد السابع،،،،،
مجلس عزاء كتب على لافتته "ضحيةالإهمال"
ولكن السؤال هل جميع الجنائز في ذلك اليوم هي نتيجة الأهمال…… .!؟
محمد العبودي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يافؤادي /الشاعر المبدع سالم ذنون شهاب.. العراق

يقول المرء فائدتي ومالي /الشاعر العراقي المبدع سالم ذنون شهاب

سجن موحش /الشاعرة المبدعه آمنه بنت وهب