أنا ونافذتي والمطر /الشاعرة المبدعه نهيدة الدغل معوض

أنا ونافذتي والمطر... 

من وراء نافذتي... 

أترقبك وأترقب مجيئك بصمت... 

مجيئك الذي طال... 

مجيئك الذي أنتظره بصبر... 

... أنتظرك وأترقبك مع قطرات المطر وهي تطرق نافذتي بحنان... 

... من وراء نافذتي... 

أترقبك والمطر يرافقني وينساب حبائل من جيوش الحنين والصمت وهي تنتحر على زجاجها... 

أترقبك وأنتظرك والمطر يرافقني... 

فلا أرى سوى طرقات خالية 

ومساكن مهجورة... 

كقلبي الذي هجرته السعادة منذ زمن... 

... أقف ملاصقة لنافذتي 

ووجهي مسمّراً وملتصقاً بزجاجها... 

جيوش الحنين تطاردني 

فأفرش حروفي التي تغلفها همسات هذا الحنين... 

وكلماتي تحتضن نبضات الإشتياق... 

... ما زال المطر ينهمر حبائل 

ويتشابك كخيوط العنكبوت.... 

أمسح الزجاج المبلل بكفي... 

وأحد أصابعي يرسم وجهك المبتسم... 

لعلّ شوقي إليك يخف حين ألمح طيفك بخيالي... 

ليت لي سلطان على قلبي 

حيث يرتعش كعصفور 

قسى عليه البرد ... 

فأسكنه بقربي وأحميه من قسوة البرد والوحدة... 

لكن حروفي تمردت وتناثرت في مهب الريح... 

...ما زلت ملتصقة بنافذتي 

حيث ما زالت قطرات الماء 

تتناثر وكأنها تهمس في أذني 

وبصوت دافئ آه من أعاصير الحياة التي تشبه أغنية ترددها الدموع" ما أصعب الحياة وما أقسى الإنتظار"... 

لكن لا بد لهذا الإنتظار أن ينتهي يوماً ما... 

وستزهر الحياة بعد طول انتظار... 

     بقلمي... 

نهيدة الدغل معوّض...