نزق الخريف /الشاعر المبدع عبدالستار الخديمي
**نزق الخريف**
الخريف على ما فيه من سماجة
جميل بطعم الحواديث القديمة
يحبّ الألوان الباهتة
ويتعشّق العري
نوّاسي الهوى
لا لوم عليه إنْ غوى
تتجمّع في أيامه ولياليه شبقية كل الرجال
نهم كالمنشار ينزع أثواب الجبال
أنا أحب حكايا الخريف
تسري في ذاكرتي كالنزيف
وانا رجل شرقي الملامح والقامة
أركب حجرا لأرى ما خلف الجدار
ليس تلصصا على الجيران
بل عقد من الياسمين يسبيني في الناحية الأخرى
وشوشة أنثى.. خريفية الهوى
وككل العرب المترددين
يتمرّدون قولا
وينكفئون فعلا
أكتفي بترديد "لكل امرئ ما نوى"
لم أقو على طرق الباب
ولا على اختراق الجدار
ولا حتى تخيّل الصورة المثلى لأنثاي
الضمير (ي) أضناني
أيام خريفي غربة واغتراب
صلاة يتيمة في المحراب
آه ..
الكل في حرب واحتراب
وسعي حثيث للعقاب
من أجلها قد ّأفتح كوّة في الجدار
لم تر منّي غير بياض ناصيتي
وعيني الحائرتين
ولساني المنعقد
تحدثنا طويلا وشوشة دون كلام
وثقلت رجلاي على الحجر
فتهشّمَ وسقطتُ
وإذا بالخريف يزهر في سمائي
وأفقتُ من إغماءتي محاطا بابتسامة عريضة
أنثاي بلون الياسمين
أنثاي تعبق برائحة الياسمين
واكتملت الحكاية في حضن أنثوي غزير كالمطر
أصبحت الآن مقيما بعد أن عشقت السفر
بقلمي: عبدالستار الخديمي
تعليقات
إرسال تعليق