لاشيء يعكر مزاجي /الشاعر مصطفى محمد كبار.. حلب سوريا
لا شيء يعكر
مزاجي
كم أنا حرٌ
في خيالي و
صمتي
فلا شيء
يعكر مزاجي
الصافي
أنام و أصح
أمشي و أركض
أتوقف و أغني
أصمت
أدخن سيجارتي
أرقص مع فتاةٍ
على شاطئ البحر
أحضنها
أقبلها أجري
معها كالمراهقين
يرقصان بعشقهما
أشرب كاس نبيذ
أسمع موسيقى
لبتهوڤن
أبكي و أضحك
أمارس طقوس
الجنون
أمتطي حصاناً
رمادي اللون
أسافر
لا أسافر
أسهو
أغفو
أتونس في الليل
مع القمر
أعوم في البحر
أكتب
لا أكتب
أهوي
أعوي
أرمي بنفسي على
الرمل
أخلع معطفي و كل
ثيابي
أرى نفسي عارياً
هناك
لا أحد الأن يعكر
مزاجي
كم أنا حرٌ و
طليق
في خيالي
أنا أنتمي لهدوء
جسدي
أحمل معي دروب
تعبي
ألملم ما تبقى
من ذاكرتي و
عجبي
لأسكن ضباب
ليلي وحيدأ
وحيد
فالحجر يبكي
معي في
مهربي
و الأرض تشق
ثوبها العتيق
على أرصفة
أحزاني من
شغبي
يدخلني سكوتي
بمملكة ألمي
لأنس
إلتماس تحجري
في درب
الريح
لا شيء يدغدغ
جدار فكري
الهادئ
لا شيء
يشدني نحوه الأن
سوى
صمت بكائي
كم أنا حرٌ و
طليق في
خيالي
أتردد بسفر حلمي
للبعيد
أخاف من صلاتي
فوق وجه
الماء
أراقب نوم الطيور
في المساء
أرجع بذاكرتي
للوراء
لملايين السنين
أحاول أن أجمع
أجزاء سقوطي
أحاول أن ألتقط
من بين أظافر
الأيام نعشي
كي لا أهوي للبعيد
بسقوطي
فلا شيء
يعكر مزاجي
بهذه اللحظات
فكم أنا حرٌ و طليق
في خيالي
فكل الأشياء باقية
بمكانها متجمدة
إلا
نزيف جراحي
على طريق
الرحيل
كل شيء بات في
سكون من
حولي
لا ضجيج لصحف
الصباح
و لا رنين كأس
الشاي في
المقهى
و لا زحمة في
المسير
مع العابرين
و لا خشخشة راقصة
حسناء في خيم
الغجر
لا غرابٌ يقف على
كتفي ليهمس
بأذني
صراعه مع الغيم
و لا تجتاحني فكرةٍ
ما في القصيدة
لأكتبها
عما يدور بداخلي
من غضب
و لا أسمع صوت
أجراس الكنائس
للدعاء و الصلاة
لا دعاء و صلاة
بموتي في
الرحيل
لا شيء
يعتليني الأن
أو يدق نافذة
هدوئي
لا إمرأة تهدي
لي وردة
حمراء
و لا أخضع بخوفي
لقرار
من حاكمٍ متجبر
كم أنا حرٌ و طليق
في خيالي
البحر أمامي مازال
يشتكي من
صمتي المريب
الأصداف و المحار
تعاتبني
مازلت واقفاً أثرثر
مع الفراشة
بهمس
كي أرتاح من
تعبي
لا أنام لأحلم
بل لأنس حاضري
المؤلم
هل أنا مازلت
واهماً
بثوب النجاة
فالشمس قد رحلت
منذ الأمس
و قد أمضت بسفرها
نحو البعيد لتنساني
و أنساها
و تركتني أعد و أجمع
خلف الرحيل
مفردات لغز كتاباتي
في القصيدة
فأنظر لذاك الوداع
الغريب
أحاول أن أقرأ
حفيف الشجر
بتساقط الأوراق
بريح الغروب
و أفهم لغة الوجع
بهديل الرياح
كم أنا حرٌ وسعيد
في خيالي
لا شيء يعكر
مزاجي سوى
دمعة الوداع
أتوه حزناً بجرحي
على فراقها
كانت هنا بالأمس
القريب
و الأن بت أنا
كنخلة اليمن
في صحراء
أحلامي
أتوجع على
الرحيل
و قد سقط مني
ظلي المهزوم
في الماء
أراه يبكي و يستنجد
بجسدي من
الغرق
و قد تركت جسدي
ورائي للنسيان
و نسيت أن أعيش
في الرحيل
بلا جسد بحزني
العميق
تركت ماضي العتيق
للشبح الغريب
ليلهو مع
جرحي
هربت كالجبان من
سجن ذاتي
تسلقت وجه معاناتي
رقصت مع الألم
بطول سنواتي
لأنجو بنفسي من
فشل غزواتي
و نمت مع صور
ذكرياتي
و سكنت بصمتي
بأحزاني بين
كلماتي
لأبكي بهدوء الروح
لوحدي
لأشتم رائحة
إحتراقي في ضبابي
دون أن يزيدني
أحدٌ جرحٌ
جديد
أنا الأن لوحدي
أرى موت ظلي
أمامي
و لا أستطيع مساعدته
من قسوة جليد
غربتي
أحاول أن أصنع له
في مخيلتي
تابوتاً لوداعه
الأخير
و أنتظر موكب السفر
بحقائب أوجاعي
للرحيل من ذاكرة
منفاي
فلا شيء يعكر
مزاجي بطريق
الموت
إلا دموع أمي
ورائي
بدرب السفر الطويل
فآهاً على دموع
أمي
كم هي قاسية
بجرح قلبي
تحرقني
تعذبني
ثم تحضنني و
تبكي علي
فلا شيء يعكر
مزاجي بغربة
منفاي
سوى بكاء الحجارة
خلف موتي
الخفي
كموت الشبح في
الريح
بيوم الضباب
فلا شيء يعكر
نسياني
بزمن البشر
لا شيء
فكم أنا حرٌ و
حيٌ
و طليق في
خيالي
عندما أكون
لوحدي
مصطفى محمد كبار ........ في ٢٠٢١/٤/٢٦
حلب سوريا
تعليقات
إرسال تعليق